البدله العسكريه .. يدخن بأستياء وهو ينظر للرجل الواقف امامه – سيد مجد لا استطيع المساعده بعد الان ..
نظر له السيد مجد وبدى على وجهه علامات الاستياء ليستدير بعد هذا بنظره غاضبه للشاب الجالس امام الطاوله
بسيطره تامه .. عدم احساس هذا الشاب بالمسؤليه وكأنه لم يقم بشيء خاطئ يكاد يصيب ابيه بالجنون ..
هز السيد مجد بعد هذا رأسه معلنن نهاية الموضوع وتقبله له .. شعر الرجل ذو البدله العسكريه بالحرج من السيد
مجد ولكنه كان شعورا فقط .. هو لا يستطيع ان يساعد بشأن هذا الولد ..
بعد ان استدار السيد مجد ليخرج من الغرفه وقف الشاب واستدار بنظره لقائده ..
القى عليه التحيه بدون ادنى شعور بالخجل .. لقد كان هذا هو جـاد ذو الستت عشر ربيعاَ ..
سار خلف والده المستاء والذي كان يكبت غضبه لحين خروجهم من مكتب قائد جاد في الجيش ..
عندما اصبحا في الخارج كانت سيارة السيد مجد تنتظر تحت اشعة الشمس الحارقه ..
جاد كان يسير خلف ابيه وكأن كل ما يحدث لا يمت له بصله .. رفع نظره للشمس
مقطبن حاجبيه ليعلن ان الشمس بدأت تزعجه من شدة اشتعالها .. كان يقف وهو ينتظر من والده ان
يعطيه المحاضره ويعيده للبيت .. تنهد بأستياء وكانت هذي التنهيده هي ما اشعلت السيد مجد ..
استدار لينظر لعينين ابنه بغضب – هل انت متعب
_ نعم
قال وهو يُدير بعينه في الارجاء فصرخ والده – الا تخجل من نفسك ..؟
_ ليس الى ذلك الحد
كانت اجاباته تستفز السيد مجد بشده فقال بحده وهو يحاول ضبط اعصابه امام العالم ..
_ كن مؤدبا في حديثك معي ياولد ..
كان يريد ان يُخرج تنهيده قويه ولكن عندما رئا غضب والده انزل رأسه وهو يشعر بالضجر ..
فتح والده السياره وجلس .. تحرك هو بعد هذا ليجلس في الكرسي الخلفي للسياره ويمدد
جسده المرهق .. لقد نفد صبر السيد مجد ليبدأ بالثرثره التي لم يسمع منها جاد
سوى بضع كلمات ..
كان الاب المسكين الذي انتهى صبره من اهمال ولده لكل شيء يصرخ
_ لقد فشلت في كل شيء وكنت تصر دائما على انك لا تريد شيئا سوى دخول العسكريـه ..
دفعت اموالا و توسطت لك عند الكثيرين لتدخلها وانت في هذا السن الصغير ..
ضننت انك ستكون جيدا هناك بحجم المعاناة التي سببتها لي حتى تدخل ..
ولكنك لا تتغير ...
عندما توقف قليلا عن الحديث استدار لانه لم يسمع تجاوبا من جاد ليراه يغط
في نوم عميق وهو يغلق النور بيده عن عينيه ..
_ ستتعب في حياتك يابني ..
هذا ما قاله وهو يتنهد لرؤيته لأبنه يتصرف بهذي الحماقه والاستهتار طوال الوقت ..
خرج صوته ليسكت ابيه بتلك الكلمه – الا يكفيك تعبي الى الان ..؟
عرف السيد مجد انه ان اكمل الحديث مع جاد الذي استفاق الان لينظر لسقف السياره
سوف يشتعل جاد ويبدا بالصراخ المعتاد لذا اطبق شفتيه الى حين وصولهم ..
تلمس جاد الجرح على طرف خده والذي كان من صنعه له هو سبب خروجه من الجيش
واطبق اسنانه بقوه من شدة غضبه .. وصلو بعد طريقٍ طويل الى الحي الذي يسكنونه ..
تجهم وجه جاد عند هذا الحد وهو يشعر بضيق لعودته لمنزلهم ..
اوقف السيد مجد السياره لينزل منها وهو ينتظر من جاد ان ينزل ليغلقها ..
فخرج منها جاد بضجر وهو يتمنى ان يتجه الى اي مكان غير المنزل الذي سيتوجهون
له .. تابع سيره خلف ابيه بنظره المتواصل للأرض وتحريك عضلات جسده ..
كانت هناك طفله صغيره لا تكاد تتجاوز السابعه من عمرها تستند على الحائط
وهي تلعب بشفتيها وتنظر للشارع بصبر منتهي وضجر شديد .. اشرق وجهها
ورسمت على شفتها ابتسامه عندما رأت السيد مجد قادم ويسير خلفه ولد يطئطئ رأسه
ويسير بتثاقل .. هرولت نحوهم فأستقبلها السيد مجد فارشن يديه لضمها بينهم .. لم تتوقف
الا عندما اصبحت بين يديه فحملها وهو يقبل رأسها – ماذا تفعل العصفوره في هذا الجو الحار
_ انا لثت عثفور .. انا مَلك .
كانت ابتسامتها البريئه تجعل قلب كل سكـان الحي يعشقها لشدة برائتها و حبها للجميـع .
وكان الجميع يحب التحدث معهـا لمشكلتها في لفض الاحرف .. الصاد و السين .. فكانت الكلمات تخرج
منهـا بشكل طريف وبريئ للغايه ..
ادارت عينيهـا عن السيد مجد لتنظر لجاد الذي مازال يقف خلف ابيه وهو لم يرفع عينه عن الارض
منزعجا من كل ما يحدث .. ضلت تنظر له مبتسمه وفرحه بعودتـه .. بدت تتململ فعرف السيد
مجد انهـا تريد منه ان ينزلهـا ارضا .. فعل ذلك واستدار لينظر لولده بنظره مؤنبـه ودخـل للمنزل قبلـه ..
كان منزعـج جدا من جاد .. ضل جاد ينظر خلف ابيه وهو يدخل البيت .. احس بيد تمسك ببنطاله
وتجره .. انزل عينيه لهـا منزعج – ماذا تريدين ..
قالت له وهي ترفع عينيها له وهما نصف مغمضتان بسبب الشمس _ احملني ..
قال وهو يحاول ان يتمالك نفسه وبنفس الوقت يجعلها تخاف منه – ملك .. اغربي عن وجهي فلست في مزاج
جيد لتحملك ..
انزلت يدها بهدوء وهي خائفه من نظراته الشريره نحوهـا .. بدأت عينيها تمتلئ بدموع الخوف وجرت من امامه
لبيتهـم الذي كان بابه الخارجي مفتوح لهـا دائما في النهـار .. بينما تحرك جاد منزعج ليدخل منزلهم ..
عندمـا دخلت ملك للبيت كانت اختها شادن فقط في غرفة الجلوس حيث كانت تشاهد التلفاز ..
قالت ملك وهي تحاول ان تسيطر على صوتها الذي كان يرتعش – اين ماما
نظرت لهـا شادن وعقدت حاجبيها – ما بـك ..؟
بدت تمسح دموعها بكمها وهي تعيد سؤالها – اين ماما . هل خرجت ..؟ اين بابا ..؟
تحركت شادن لتجلس على ركبتيها امام اختها الصغيره – نعم لقد خرجو .. وسيعودون الان ..
رفعت شادن يدها بسرعه امام وجه اختها قائله – لا .. لاتبدئي البكاء .. سيعودان قريبا وسيحضران لكِ شيء
رائع .. قولي الان من قام بازعاجك ..؟ هل هو وليد ..؟
ردت ملك مدافعه عن وليد الذي يزعجها دائما . وهو احد اطفال الحي الذي يقارب عمره عمر ملك
_ لا .. ليث وليد .. جاد قام بالثراخ علي ..