الطفل حسين العويشي بجانب والده وهو يمارس حرفة صناعة الأقفاص
الهفوف: عدنان الغزال
أبهر حرفي صغير لم تتجاوز سنواته الخمس زوار مهرجان "أعمالنا تراثنا"، الذي أقامته بلدة بني معن في محافظة الأحساء مطلع الأسبوع الحالي، بما تنتجه يداه من أقفاص وأسرة نوم للأطفال "منز"، وكراسي القرآن الكريم، مستخدماً عصي النخيل الرطبة، لتشكيلها بعد أن يضعها في الماء لساعات كي تكون "مرنة".
واستطاع الطفل حسين بن يوسف العويشي أن يلفت أنظار زوار المهرجان أثناء جلوسه بجانب والده في ركن صناعة الأقفاص في ساحة المهرجان، ممسكاً في كل مرة بالمنشار الخشبي اليدوي، والساطور، والمبرد، والمجوب لثقب الأعواد، والمحش للقطع والتنظيف.
وقال والده يوسف العويشي لـ "الوطن" إن ابنه تعلم الحرفة منذ عامين بشكل جيد، وساعده في ذلك تعلقه الدائم بوالده وأقاربه، حيث إن هذه الحرفة، متوارثة في أسرة العويشي في بلدة البطالية (شرق الأحساء) أباً عن جد منذ عشرات السنين.
وأضاف أن ابنه الحرفي الصغير يقوم باستخدام الأدوات القديمة في تقطيع عصي النخيل دون استخدام التقنيات الحديثة، حتى إنه استطاع بالرغم من صغر سنه التعرف على عصي النخيل المناسبة لصناعة الأقفاص والأسرة كل على حدة.
وأشار العويشي إلى أن هذه المشغولات، وبالأخص الأقفاص يكثر الطلب عليها من قبل المزارعين في مواسم الرطب والتين وتتراوح أسعارها من خمسة عشر إلى ثلاثين ريالا، كذلك صناعة أسرة المواليد وتتراوح أسعارها من ستين إلى مائة ريال، وكذلك العمّاريات "التي تستخدم كمظلات عن الشمس لأصحاب البسطات الذين لا يمتلكون محلات بالسوق" فيبلغ سعرها مائة وخمسين ريالا حتى مائتين وخمسين ريالاً، لافتاً إلى أن الكثير من المواطنين والمقيمين والسائحين يحرصون على اقتناء تلك المنتجات كديكورات لمنازلهم وكأعمال تراثية البعض يستهوي جمعها للحفاظ على تراث الآباء والأجداد.
وأضاف العويشي أن من أبرز الصعوبات التي يواجهها في هذه الحرفة نقص جريد النخيل، مبيناً أن الجريد نوعان الأخضر واليابس، الأخضر يتم تجفيفه ولمدة ستة أيام ويعمل منه الأقفاص، أما اليابس والمعروف بالسعف الأحمر بعد تنظيفه من الخوص في الماء فيوضع لمدة 10 أيام ويصنع منه العماريات.