منتدى المنطقة الشرقية  
منتدى المنطقة الشرقية

لاشتراك فى مجموعة قروب خليجيات

فى صندوق التسجيل ضع أميلك بشكل صحيح ثم اضغط على اشتراك

 

مركز تحميل الشرقية                                  

ألبوم الصور

فيديو يوتيوب الشرقية

موقع ومنتدى المنطقة الشرقية

 


العودة   منتديات المنطقة الشرقية > المنتديات الأدبية > القصص والروايات > منتدى منبع الروايه



خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-30, 05:45 AM   #6 (permalink)
ربي سألتك جنةعرض الفضاء()
 
الصورة الرمزية وللسعادة معنى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5,456
معدل تقييم المستوى: 753
وللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسي
افتراضي رد: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)

الجزء السابع : بداية جديدة .

قضيت وقتا طويلا وأنا أقرر ماذا أكتب له , رسالته لي جعلت الأمر صعبا علي هل أكتب " شكرا لك " أو أكتب " شكرا لك .. " هل يجب أن أضع نقطتين ؟ أم لا ؟ إن النقطتين بالنسبة لي تشكل فرقا كبيرا .

- أنتي يا طويلة اللسان لما لا تساعدينني في كتابة رسالة إلى عماد ؟

نظرت إلي أختي بتكاسل وهي ممددة على الأريكة وقالت: " مشكلة أمثالك الذين لم يصدقوا بعد أنهن تزوجن " واعتدلت في جلستها و سحبت مني الهاتف المحمول بتأفف كبير و أخذت تضغط على أزراره بضع ضغطات ومن ثم رمته لي وقالت:
" انتهيت "

- انتهيتِ .. ماذا تعنين ؟ !
- أي أنني أرسلت الرسالة له و انتهيت .
- ماااااااذا ؟ ماذا فعلت يا حمقاء ؟ من طلب منك أن ترسل الرسالة ؟
- مها, لقد أزعجتني حقا, المفروض أن تشكرينني لأنني خلصتك من ساعات القرار الطويلة التي لا تنتهي .
- تبا لك , آآآآآه لقد أفسدت علي متعة إرسال الرسالة الأولى , و أخذت دفتر كان بجانبي ورميته عليها وخرجت من غرفتها و أنا غاضبة . :icon28:

اتجهت إلى الفناء الخارجي فأنا أحس بضيق في أنفاسي من فعلة تلك الحمقاء , ياااااه الجو قبيل الغروب لطيف جدا ومع نسمات الهواء الباردة والتي تبشر بقرب حلول الشتاء يصبح الجو شااااعري لأقصى حد .

جلست على الدرج المتصل بالباب الداخلي للمنزل والمطل على الفناء وأسندت رأسي من جانبه الأيمن على الجدار , وأخذت نفسا عميقا محاولة استنشاق أكبر قدر من الأكسجين عله يزيل تلك الضيقة التي في داخلي وأخذت أفكر ..

أممم ماذا يفعل عماد الآن ؟ أنا لا أعرف الكثير عن وضع عماد في البيت وكل ما عرفته منذ أيام الملكة أن عماد الأخ الأكبر لأخوين آخرين غيره , راشد , وعلي , راشد يصغر عماد بسنة واحدة تقريبا , وسمعت عنه أنه مازال يدرس في الخارج , أعتقد أنه فتى لعوب , فمن هو بمثل سنه يفترض أنه متخرج منذ زمن , أما علي فكلما طرأ في بالي آلمني قلبي , علي يبلغ من العمر خمسة عشر سنة تقريبا , المؤلم في علي أنه مصاب بإعاقة عقلية , أي أنه يتصرف و كأنه أبن الثلاث أو الأربع سنين , وفي ساعات قليلة لا يمكن السيطرة على تصرفاته , وقد سمعت أن أم عماد تركن عملها لأجل التفرغ لرعايته والاعتناء به فهي تأبى بشدة إدخاله دار الرعاية , أما أب عماد فقد توفي في حادثة ما لم أعرف تفاصيلها ولم أسأل عنها .

أرجو أن أستطيع التأقلم مع الوضع هناك لأنني سأعيش معهم في جناح خصص لي في الطابق العلوي, وفيما أنا مستغرقة في تفكيري المستقبلي سمعت صوت آذان المغرب عطرا نديا قادم من المسجد المجاور لبيتنا , رددت الآذان مع المؤذن وسألت الله من فضله , ومن ثم دخلت إلى المنزل لأعاود ممارسة بقية روتيني اليومي .


********************************+


مرت ثلاثة أيام خالية من عماد , في الحقيقة هذا شعور مريح جدا , ولكنني متضايقة بعض الشيء , فابنة خالتي والتي موعد زواجها قبيل موعد زواجي بأسبوعين تقريبا لا يكف زوجها عن مراسلتها و الاتصال بها , بالطبع هذا لا يعني أنني مشتاقة لعماد أو أرغب بمحادثته , فقد كل ما في الأمر أنني أريد أن أكون كبقية الفتيات , هل هذا يعني أنني فتاة غيورة ..؟؟ :no:

أففف , عماد منذ دخلت حياتي جعلت فيني صفات سيئة , ولكن ألا تعتقدون أنها قلة ذوق منه لأنه لم يهاتفني ولم يرسل لي إلى الآن حتى رسالة واحدة, ماذا يعني هل علي أن أبداء أنا ؟؟!! :41:

في الواقع , وعرفا من المفترض أن يبدأ هو بالإرسال وليس أنا , ولكن ماذا لو كسرت هذه القاعدة و أرسلت له أنا أولا ؟ كل ما في الأمر أنني أرغب بذلك , فلماذا أضع حواجز وهمية قد لا تكون لها أساس من الصحة , هل علي أن أستشير قبل اتخاذ هذه الخطوة ؟ مع أنني متأكدة أأني لو استشرت أحد ما فسيخبرني أنني عار على مجتمع الفتيات .

أممم أعتقد أنه ليس لدي سوى الصبر , ألقيت نظرة أخيرة على الهاتف المحمول على أمل أن أجد رسالة واردة ولكن لا يوجد شيء , رميته على طاولة غرفتي بحنق , وخرجت لأجلس مع أمي في الأسفل , فأنا أشعر بملل قاتل , ولكنني وجدتها تتحدث مع خالتي على الهاتف , والواضح أن الحديث سيطول , بالطبع يكفي أن أعرف ما تقوله أمي فقط حتى أفهم عن ماذا يتحدثان , من الواضح أنهما يخططان للذهاب لحضور عرس ما , أممم خالتي تريد استعارة حذاء والدتي , أووووه ,, كم هذا مزعج ها قد بدأتا لاااااااا ..

في مجتمعنا لا تكاد تخلو أي جلسة نسائية من " الحش " ( الغيبة ) ففلانة قصيرة وتلك بدينة وهذه غبية ,, وتلك.. أفففف كم أكره سماع ذلك , تركت أمي وعدت إلى غرفتي وقررت أن أسلي نفسي بالجلوس على جهاز الحاسب الآلي , وما إن فتحت باب الغرفة حتى هيئ لي أني سمعت صوت رنين هاتفي , اتجهت مسرعة إلى الطاولة التي رميت عليها هاتفي المحمول , وبالفعل وجدت مكالمتين لم يرد عليها .

يااااه يالا حظي ... , عندما ألتصق بالجهاز ثلاثة أيام لا أجد أي مكالمة, وعندما أتركه دقائق معدودة أجد مكالمتان من عماد, لااااااااا لن أصبر ولأكن عار على مجتمع الفتيات , فقد صبرت بما فيه الكفاية ..

وبكل بساطة ضغطت على الرقم الوحيد المتواجد في جهازي ومن ثم اتصال, مرة لحظات وسمعت صوتا في عقلي يؤنبني على تصرفي و هاجمني ندم شديد, يا لي من فتاة حمقاء متسرعة, ماذا سأقول له؟ هل علي أن أغلق الخط ؟ أغلقه أم لا أغلقه ,, آآآخ اهدئي يا مها , كوني عادية ..

- " أهلا .. أهلا .. " أتاني صوته ساحرا جذابا وهو يقولها بكل فرح لاشت كل الندم الذي أحسست به .
- وبخجل شديد قلت : مرحبا .. وصمتت .:blushing:
- لقد هاتفتك منذ قليل , ولكن لم أجد ردا ..
- أأ... لقد كان هاتفي بعيدا عني ولم أسمعه..
- وبكل عذوبة قال : " أنا سعيد أنك عاودت الاتصال بي .."
- ....... :blushing:
- مها ..؟
- نعم ..
- لا .. لاشيء
- مها ..؟
- ماذا ؟
- ضحك ضحكة قصيرة وهو يقول : لا..لاشيء , فقط أحب أن أنطق أسمك
..( سيصيبني ذلك الرجل بالجنون )

لم يكن هناك الكثير لنقوله و تخلل محادثتنا الكثير من الصمت , ورغم ذلك أنا سعيدة جدا لأنني هاتفته , صوته دافئ جدا , بل وساحر جدا , وحتى ضحكته رائعة , لا أدري هل بت أكن لذلك المخلوق الخرافي شيء من المشاعر ؟ لا أدري أخشى أن أحبه .. أخشى المستقبل ..هل علي أن أثق به ؟ أليس هو من صنف الرجال الأوغاد و الأنذال و القذرين والذين أكرههم جدا ؟

وقفز سؤال آخر في عقلي : ولكن هل أستطيع ألا أحبه ؟
عماد ,, هل أثق بك ..
عماد يا مخلوقي الخرافي .. وهل أستطيع ألا أثق بك ؟

أممم...عماد, أعتقد أنك أحرزت تقدما نحوي ^_^

الجزء الثامن : اعتراف نفس


يجب علي أن أعنفه لأنه تأخر علي , هذا موعدنا الثاني و أنا فرحة به جدا , مازال عماد بالنسبة لي شيئا جديد ولم أعتد عليه بعد , بالطبع بعد مكالمتنا الأولى توالت المكالمات و الرسائل بجنون تام , وقد طلب مني عماد الخروج معه للعشاء , كان موعدنا الأول فضيعا جدا فقط فعلت كثيرا من الأشياء المحرجة والتي حدثت دون إرادتي أما عماد فلم يتوقف عن الضحك علي , لكنني خاصمته يوم كامل و أنا لم أرد على رسائله واتصالاته , يستحق ذلك .

ولا تسألونني ما الذي حدث, فأنا لن أسامحكم لأنكم بالطبع ستضحكون علي .

عموما هذا موعدنا الثاني , ولا أدري أين سيذهب بي ذلك المخلوق الخرافي , أخشى كثيرا من انجراف مشاعري , هل يجب أن أضع حدود حمراء حتى لا أتخطاها , خفقان قلبي و الكهرباء التي ترسل في جسدي منذ تقع عينيه علي تخبرني أن هناك مشاعر مستمرة في النمو ولا أدري إلى أي حد ستصل .

تنبهت على صوت منبه سيارة ما وعندما رفعت رأسي وجدت عماد داخل السيارة يؤشر لي , تقدمت وركبت , استدار لي عماد وقال :

- يا عنيدة أما زلت تصرين على الركوب في الخلف.
- أومأت له بالإيجاب .
- أتعلمين أنك ستتسببين علي بحادث ما لأنني لا أنظر إلى للمرآة.
- .......... :blushing: عماد ؟
- ماذا ؟
- إلى أين سنذهب ؟
- لا أدري
- ماذا ؟ هل أنت جاد ؟
- نعم , لا يهم أين سأذهب , فقط أريد أن أكون معك ..

يالا ذلك العماد إنه دائما يحرجني , طبعا في هذه الفترة سيغرقني بكل الكلمات اللطيفة والجميلة , ولكن بعدما يتم الاحتفال بزواجنا لن أجد منه شيء , ولكن لماذا أكدر على نفسي جمال اللحظة , لما لا أعيشها بجمالها دون خوف من المستقبل , إن هم اللحظة يقتل جمال اللحظة , لذا سأعيشها بكل ما أوتيت من استطاعة , اقتربت من عماد و أنا أبتسم وقلت له :

- عماد أريد أن أشرب القهوة المثلجة, هلا اشتريت لي واحدة ؟
- ومن أين تحبين أن أشتريها ؟
- من المكان الذي تحب أن تشتريها أنت.
هز رأسه يمنة ويسرى وهو يبتسم وقال هل أنتي متأكدة , أومأت له بالإيجاب و ابتسامة كبيرة مرتسمة على وجهي .

كان الجو صحوا قبل القليل و لا أدري كيف تكدرت السماء بهذه السرعة , ولكن لا بأس فنحن أبناء المناطق الصحراوية نسعد بتجمع الغيوم و انحجاب الشمس الحارقة , وأني لأتسائل دوما , إذا ما تمكنت يوما ما العيش في طوكيو مثلا , هل سأمل من تراكم الغيوم وسقوط المطر؟ .. ياااااه .. لا أظن أبدا ..

كان قد وصل عماد إلى حارة ضيقة جدا بالكاد دخلت منها السيارة , وفي ركن قصي منها يوجد كشك صغير لا يوحي منظره أن أحد ما يرتاده , كانت الجدران مليئة بالكتابات وعلى أطراف الشارع توجد قطع صغيرة من أوراق الأشجار , كان المارة فيها دون الحالة المتوسطة , الحارة ليست بقذرة ولكن هي ليست بنظيفة أيضا , هل ينوي عماد حقا أن يشتري لي قهوة من هذا الكشك الصغير ؟

وقبل أن أبادره بسؤالي كان قد فتح باب السيارة وغادر إلى الكشك , من الواضح أنه بالفعل سيشتري لي واحدا من هنا , أخذت أسلي نفسي بقراءة ما كتب على الجدران وعلى الرغم من كونها ظاهرة سيئة , إلا أنني أتمتع بها , صادف أن وقعت عيني على بيت شعر يتحدث عن الخيانة , من الواضح أن من كتب هذا البيت يتألم بشدة , كم في هذا العالم من أشياء سيئة , أصابني فضول شديد و تمنيت أن أعرف من كتب هذا البيت , ومن هو الشخص الذي خانه , وهل مازال يتألم إلى الآن أم أنه نسي كل شيء وبدأ حياته من جديد ؟

وفيما أنا ملتصقة بزجاج السيارة سمعت الباب يفتح ولم يكن شيء غريبا ولكن الغريب أنني أحسست باهتزاز مقعد السيارة بجانبي :crazy: فلتفت بسرعة , وصدمت عندما رأيته يجلس بجانبي , صدرت مني ضحكة غبية كتلك الضحكة التي تصدرها " ماروكو " عندما تكون محرجة :nosweat: وقلت : مقود السيارة في المقعد الأمامي , طبعا تجاهلني ومد لي كوبا من القهوة الساخنة وهو يقول تفضلي .

- أخذتها و قلت : لقد طلبت قهوة مثلجة !!؟
- " ليس جيدا لصحتك.." قالها وابتسامة عذبة تعلو محياه , طبعا لم أستطيع أن أجادل مع هذه الابتسامة و لو أعطاني سما لتجرعته دفعة واحدة . :018:

ارتشفت رشفة من الكوب , يااااه مذاق القهوة رائع جدا , التفت إلى عماد وقبل أن أتكلم قال لي : " هل أعجبتك ؟ " أومأت بالإيجاب وأنا مبتسمة فقال :

- أنا أشتري القهوة من هنا كل صباح , وعلى الرغم أن المكان ليس راقيا ولكنها ألذ قهوة ذقتها حتى الآن .
- ولكن كيف استطعت التوصل إليها ؟
- تغيرت تعابير وجهه كمن يحاول استرجاع الماضي وأعترى وجهه الجميل شيء من الألم ثم قال " يوما ما سأخبرك " المهم الآن , أين تودين أن نذهب؟
- قلت بصدق " لا أدري " ففعلا لا توجد أي مخططات في رأسي , ثم تداركت ذلك وقلت لنتجول بالسيارة .
- " حسنا " ثم فتح الباب ونزل من المقعد الخلفي متجه إلى المقعد الأمامي, كم هذا مريح فالقرب منه يصيبني بشعور غريب, مزيج من المغص و الخدر..شيء قريب من هذا .

وفيما كان يخرج بسيارته من تلك الحارة الضيقة كنت أحاول قراءة شعر الخيانة للمرة الأخيرة قبل أن يختفي عن ناظري, وعندها قال لي عماد : هل أعجبك شعر الخيانة ذلك ؟

- ليس الأمر أنه أعجبني لكنه محزن , بحق أتسائل لماذا الخيانة موجودة على الأرض ؟

وساد صمت بيننا وأخذتني الأفكار يمنة ويسرة وأخذت أفكر أي مستقبل مخبأ لي مع عماد..عماد هل سيأتي يوم وتخونني ؟ ,, يييي كم هي فكرة سيئة أرتعش كل بدني لمرورها في عقلي ..
كنت أتمنى أن يسمع السؤال الذي دار في عقلي, كنت أتمنى أن أسمع كلمة مطمئنة منه تخبرني أنه سيظل وفي أمد العمر لي, لكنها مجرد أصوات تدور في عقلي تظهر فجأة وتخبو فجأة .

- مها , بماذا تفكرين ؟
- :nosweat: هاه .. أممم لا .. لا شيء ..

عاد الصمت يخيم علينا وعدت أنا لتأملي إلى الطرقات عبر زجاج السيارة عيناي تنظران في ألا شيء وعقلي يفكر في المستقبل وما يخبأه لي القدر , وبعد طول تجول ركن عماد السيارة في منطقة سكنية لم تعمر بعد , وألتفت إلي وقال دعينا نتمشى قليلا :

خرجت من السيارة و اتجهت إليه وأخذنا نتمشى في خط مستقيم مبتعدين عن السيارة , أحسست بنقطة ماء لامسة كف يدي .. ورفعت رأسي إلى الأعلى بسرعة , يا إلهي , هل تمطر ؟ ياااااه إنها تمطر .

- عماد إنها تمطر.
- هل تحبين أن نعود للسيارة ؟
- لا .. لا بالطبع , إن كنت ترغب بالعودة للسيارة , فلا بأس عد ومن ثم سألحق بك .

هز رأسه نفيا و ظللنا نمشي تحت قطرات المطر , لقد كانت قطرات خفيفة جدا بالكاد تبللنا وبين الفينة والأخرى تلمس أطراف أصابعي يده بالمصادفة , و أصبح الجو شبه مكهرب بيننا , أود أن أرفع يدي و أكتفها ولكنني أشعر بخجل شديد , حتى أن ريقي توقف في حلقي و أجد صعوبة شديدة في بلعه , أخخخ أعتقد أن عماد يقترب بيديه , أظن أنه ينوي بالفعل أن يمسك يدي ,, ياااااا إلهي هل علي أن أرفع يدي ,, هل علي أن أكتفها ..حاولت أن أرفع يدي إلا أنني زدت الطين بله لتقترب يدي من كفه أكثر , أحس أن قلبي ينبض بقوة , أكاد أجزم أنه يسمع نبضات قلبي , حتى صوت تنفسي بات مسموعا , أنا متأكدة أن الجو أصبح خاليا من الأكسجين , أعتراني أرتباك شديد فرفعت يدي كيف اتفقت وكتفتها وقد كانت شبه مشتبكة في يده , لا أعتقد أنني مستعدة بعد لهذا , فجأة توقف عماد ن المشي , هل ضايقته حركتي ..؟ توقفت معه وظللنا صامتين بضعة لحظات ثم قال :

- مها قد لا أستطيع رؤيتك خلال الأسبوعين القادمين .
-..........
- سأسافر غدا في مهمة عمل , ولا أدري إن كانت ستطول أم لا , ولكنني سأبذل جهدي كي لا تزيد عن أسبوعين .

استدار عائدا إلى السيارة و استدرت معه ثم قلت :

- بالكاد نطقت فأنا مازلت مرتبكة وقلت : وإلى أي مدينة ستسافر ؟
- سأذهب إلى سدني .
أذكر أن أخاه يدرس في سدني , فأردفت قائلة : " من الجيد أن مهمة العمل في سدني فسوف يتسنى لك زيارة أخاك ", ولا أدري ما الخطأ الذي قلته حتى يتغير وجه عماد ,لعل أخاه ليس في سدني يالي من فتاة حمقاء توقع نفسها في مواقف محرجة .
كنت قد أبقيت هاتفي المحمول في السيارة وعندما عدت وجدت رسالة واردة فتحتها بملل و تفاجأت بما قرأت :

يا سيدتي:
لا تنشغلي بالمستقبل، يا سيدتي
سوف يظل حنيني أقوى مما كان..
وأعنف مما كان..
أنت امرأةٌ لا تتكرر.. في تاريخ الورد..
وفي تاريخ الشعر..
وفي ذاكرة الزنبق والريحان...

متى أستطاع إرسالها ؟ لم أنتبه له وهو يكتب الرسالة,هل كتبها بعد أن تأثرت بمقطع شعر الخيانة , عندما فكرت أنه سيخونني ..؟ عندما بت أخاف من المستقبل ؟ رفعت رأسي إلى عماد ونظرت إليه فيما هو منشغلا بالقيادة ..

عماد .. يا ذلك المخلوق الخرافي الذي أقتحم حياتي , يا من قلبني رأسا على عقب , يا من تحس بكل خلجات نفسي , وبالهموم التي تسحق قلبي, يا مبكيي ألف مرة ومضحكي ألف مرة ..


عماد أنا أحبك ..يا مخلوقي الخرافي ..

من مواضيع وللسعادة معنى في المنتدى


__________________
اللهم احفظ المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم
اللهم لاتمتني حتى أرى نصر المسلمين وعزهم
وللسعادة معنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-30, 05:47 AM   #7 (permalink)
ربي سألتك جنةعرض الفضاء()
 
الصورة الرمزية وللسعادة معنى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5,456
معدل تقييم المستوى: 753
وللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسي
افتراضي رد: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)

الجزء التاسع : يوجد شق يؤلمني بحق

لقد مر على سفر عماد ما يزيد على أسبوع ونصف وأنا لم أجد منه سوى مكالمة واحدة عندما أخبرني بوصوله, وبعدها لم يتصل أبدا , إلى هذه الدرجة يشغله العمل عني ؟ كان يجب أن يطمئني على الأقل , لا أدري ما الذي حدث لذلك المخلوق الخرافي قبل أسبوع كانت مكالماته لا تتوقف و الآن لا أجد أي مكالمة واحدة , حقا أنا خائفة أن مكروها ما قد أصابه .

لم أستطع النوم الليلة, الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل, يا إلهي أحس أن قلبي أجوفا.. أحس بألم شديد في داخلي لا أستطيع تحمله, وضعت رأسي على الوسادة وبدون إذن سالت دموعي على خدي مبللة الوسادة , أنا حقا لا أستطيع التحكم بدموعي , ورأسي الأحمق يصور لي كل لحظة أن مكروها ما ألم به , ضغطت على زر الاتصال في هاتفي للمرة الألف على رقم عماد ولكن للمرة الألف أيضا لا رد , وانهرت في بكاء مرير , تقاذفتني الأفكار يمنة ويسرة , هل يعقل أن مكروها ما أصابه ؟ عماااااد, ما الذي حدث لك ؟

قضيت ساعة و الخوف يأكلني من كل جانب , والأفكار السوداء لعبت بأعصابي , أخذت الهاتف و أنا أرغب بإعادة الاتصال من جديد ولكنني وجدته قد أنطفئ بسبب نفاذ البطارية , بحثت عن هاتفي الآخر وأنا بالكاد أرى بسبب الدموع التي لا تتوقف عن الخروج من عيني , وعندما وجدته ضغطت بأصابع مرتجفة على رقم عماد والذي حفظته عن ظهر قلب وأخذت أنتظر الرد بيأس وبعد لحظات لم أصدق أذني ما سمعت , آتاني صوت عماد وأذنيّ لا تكاد تصدق ما تسمع وهو يقول :

- نعم ؟ من المتحدث ..

أصابني الذهول وضعت يدي على فمي أمنع صرخة ألم من الخروج و انهمرت دموعي شلالات متدفقة أشد مما مضى.

- هل يسمعني أحد ؟

- الكلمة الوحيدة التي استطعت أن أنطقها مختلطة بصوت بكائي المرير كانت : " لماذا ..؟ " , وأكملت بكائي بصوت مسموع لم أستطع كتمانه .

- مها ؟ أهذه أنت ؟ مها ما بك..؟ أ..أهدئ قليلا ..

لم أستطع الكلام, ولا أستطيع لأنني عندما أبكي ينعقد لساني ومن المستحيل أن يستخلص السامع مني أي كلمة, أغلقت الهاتف ورميته بحنق واستسلمت لعاصفة من البكاء والألم والحزن..
لماذا يا عماد ؟ لماذا...؟



********************************+



استيقظت باكرا في الصباح , لا أدري متى نمت وكيف تسرب النوم إلى عيني , كل شي كما هو ,, مازلت أنا مها عبد العزيز أبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة , عاطلة عن العمل , ينتظرني في الصباح الدخول إلى المطبخ وإعداد الفطور , غرفتي كذلك كما هي , سريري المبعثر , مشطي الواقع على الأرض طاولتي الخالية من أدوات الزينة , كل شيء كما هو تماما .

فقط هناك في الداخل حيث يستقر قلبي , يوجد شق , أجل شق عظيم , يؤلمني بحق ..يؤلمني جدا ..سقطت دمعة على كفي , مسحت أثرها وذهبت فورا لدور المياه لغسل وجهي قبل أن أعاود البكاء ولكنني بدلا من ذلك أقفلت علي باب الحمام وجلست في داخل حوض الاستحمام وأجهشت بالبكاء .

ألمني حلقي من البكاء , آلمتني حتى عيني,و أنسحق قلبي تماما , رأسي لا يكف عن بث شريط عماد , اهتمامه بي , كلماته اللطيفة , مكالماته الجنونية , آآآآآآه عماد مالذي غيرك ؟ ... طرقت علي أختي باب دور المياه وهي تقول :

- مها أنتي هنا , هل ستعدين لنا وجبة الإفطار ؟
- بالكاد قلت : " نعم " .. ولا أدري إن كانت أختي فهمتها أم لا .
- يااااه يا لك من فتاة , لا تتحدثين هكذا و أنتي تفرشين أسنانك و إلا سيطلقك زوجك فورا .

خرجت من حوض الاستحمام وأخذت أغسل وجهي , يا إلهي ما بال تلك الدموع ترفض التوقف , هيا يا مها لا تكوني ضعيفة هكذا , لم أعهدك هكذا , نظرت إلى نفسي في المرآة , يا إلهي كيف انقلبت البهجة و الفرح إلى حزن ودموع , خرجت من الحمام وألف سؤال يدور في ذهني , ما الذي غيرك يا عماد ؟ ما الذي منعك من الاتصال بي ؟ عندما اتصلت بك من رقمي ألاف المرات لم ترد وعندما اتصلت بك من رقم غريب رددت !!! عماد هل تتحاشاني ؟ هل لم أعد مهمة بالنسبة لك ؟ هل أنا لا شيء ؟

قد تظنون أنني أهول الأمر , لكن هناك , حيث يستقر قلبي , أحس بألم يسحقه.. أنا أتألم , بالفعل أنا أتألم أحس بشوق جارف مؤلم يحطمني.. يبعثرني ..يرميني قطعا متناثرة , وذلك العماد لا يشعر بشيء.. ولا يدري حتى أن ألمي .

خرجت من غرفتي وتحاشيت أن أمر على أهلي و إلا سيكشف أمري واتجهت من المطبخ , نظرت إلي الخادمة ونظرات تعجب تعلو وجهها تجاهلتها و أعددت الفطور على عجل , وهو أسوء ما أعددته لأهلي ومن ثم صعدت إلى غرفتي و بحثت عن هاتفي الذي أطفئ بالأمس حتى أعيد شحنه , وعندما شبكته في الشاحن وفتحته , أملت أن أجد رسالة واحدة على الأقل , رسالة اعتذار , تبرير , أي شيء ولكني لم أجد شيء .

عماد .. ما الذي غيرك ؟ هل أغرتك الشقراوات في سدني ؟ هل أحببت غيري ؟ عمااااااد هل تخونني ..؟

أصابتني رجفة قوية إزاء هذه الفكرة وسقطت حيث أقف وحركت رأسي يمنة ويسرة بقوة محاولة طرد هذه الفكرة , عماد عندما أرى حالتي هذه , عندما أرى دموعي المنهمرة دون توقف , عندما أرى حزني و ألمي الكبير , أعلم عندها أي مساحة تحتلها في قلبي .

عماد أنت لا تحتل مساحة من قلبي , ببساطة وببساطة فقط .. أنت تحتلني كلي , قلبي وكياني وروحي أجمع .


الجزء العاشر : وتتوالى الصدمات

يوم غد يوم الاحتفال بزواجي , طبعا أنا مقتولة من الوريد إلى الوريد , سمعت أن عماد عاد من سدني يوم أمس , لعلكم تتسائلون ما الذي حدث بعد ذلك اليوم؟

لا شيء , هل تصدقون ؟ أكاد أن أصاب بالجنون , لم يرسل لي ولم يهاتفني سوى مرة واحدة لم أرد فيها ولم أستطع أن أعاود الاتصال به , كل شيء حولي غريب , ومريب تقتلني الشكوك و الأفكار السوداء , طوال تلك الفترة نومي أصبح مضطربا جدا , حتى نفسيتي للأكل أصبحت مسدودة وقد هزلت كثيرا عما كنت عليه سابقا , أشتاق لسماع صوته .. كم يعذبني هذا الشوق ..

تنبهت من أفكاري على صوت باب غرفتي يطرق حاولت أن أرسم ابتسامة على وجهي وقلت أدخل , أطلت طويلة اللسان من باب الغرفة وهي تخبأ شيء ما خلف ظهرها .

- هذه أنتي , ماذا تريدين فأنا لست بمزاج جيد لك .
- "من الأفضل لك أن ترحب بي , فلدي مفاجأة لك ".. وأخرجت ما كانت تخفيه خلفها وهي تقول : " هدية من شخص ما "
- خفق قلبي بشدة وحاولت أن أتصنع اللامبالاة وقلت : حقا .. ممن هي ؟
- اقتربت مني ووضعتها في حجري وقالت : لا أدري افتحيها , وأخبريني فيما بعد فبرنامجي المفضل سيبدأ بعد قليل .

كانت هناك رعشة خفيفة في يدي لم أستطع السيطرة عليها وبالكاد فتحت العلبة الصغيرة , أتكون من عماد ؟ ياااااه يا لهما من قرطين رائعين , وجدت ظرفا صغيرا لا تتعدى مساحته أربعة سنتمتر مربع وفتحته بلهفة شديدة لقراءة ما خطه عماد ولكنني تفاجئت مما قرأت :

هدية بسيطة لزوجة أخي الكبير
راشد منصور


راشد !!؟ لماذا يرسل لي هذه الهدية ؟ ليس من العرف أن يرسل الأخ هدية لزوجة أخيه, أتكون هذه عادة في أسرتهم, هذا محتمل جدا مع أني مازلت أراه أمرا غريبا على مجتمعنا.

تأملت القرط وتمنيت بحق أنه من عماد , أغلقت العلبة ووضعتها في الحقيبة التي ستنقل إلى بيت عماد اليوم , كم أحسدك يا حقيبتي لأنك سترين عماد قبلي , تنهدت بملل فمن اليوم وحتى الغد وقت طويل, أهلي فرحين جدا , فعلوا الكثير من أجلي , أما أنا فقد ماتت الحماسة في داخلي , أتمنى أن يمر يوم الزفاف سريعا ولا يهمني أن أحمل أي ذكرى له , فقط أنا أنتظر تلك اللحظة التي أستطيع أن أرى فيها عماد مرة أخرى , وغير ذلك لا يهمني .

فتحت كتيبا صغيرا لا تتجاوز عدد صفحاته التسعين تقريبا وكان كتيب خواطر أهدتني إياه صاحبتي في الثانوية , قلبت الصفحات حتى وصلت إلى صفحة ثلاثة وأربعين حيث أعتدت من اليوم الذي صدمني عماد فيه على قراءة محتوى هذه الصفحة بصوت يكاد يكون قريب من الهمس وشرعت في عادتي و أنا أقراء :

افتقدتك ولكني لم أسأل عنك أحد من البشر ..
افتقدتك, لكني لم أبحث عنك في أي مكان جمعنا معا ..
إلا أنني ضعفت, فسألت عنك كل طير, عله مر ببيتك, فحمل لي معه أي خبر عنك .
ازداد ضعفي, فبحثت عنك في كل نسمة هواء, علني أستنشق في ريحها شيئا من رائحتك ..
أثور يوما على نفسي لاستسلامي لمصابي .
ثم أهدأ أياما وأيام , فوجودك هو سبب وجودي واستمراري ..
وهاهي تفرق بيننا أيام و أعوام, وروحي شريدة, ترفرف عطشى فوق أرضك, تتلهف بخصوبة عطائك, وندى حنانك ..
فتعود مقهورة, مكسورة الجناح, وقد لفحها ريح ضياعك, وأنهكاها فقدان الخطى في وعورة دربك ..
يا ناسيا, هزيمتي فيك قد حولتها إلى انتصار ..
يا متجاهلا, هاويتي معك قد حولتها إلى قمة ..
يا غائبا, حرماني منك قد حولته إلى عطاء ..
فحين عودتك لي , مهما طال الزمان , ستجدني في انتظارك ..
ستجدني في أحسن حال .. ستجدني في أحسن حال ..


أغلقت الكتيب الصغير و أنا أردد " ستجدني في أحسن حال..ستجدني في أحسن حال " , واندسست في فراشي و أنا أحاول جاهدة الحصول على نوم حتى ولو كان مضطرب .


********************************++


لا يهمني أن أصف ما حدث في الغد فأنتم تعرفون الأحداث الروتينية ذاتها , هل تصدقون لو قلت لكم أنهم عندما انتهوا من تزييني لم أرى نفسي بالمرآة ؟ لا يوجد شيء مهم .. حتى لما سرت في زفتي , كنت أتأمل الفرح في وجوه الحضور و أنا أظن أنهن أشد فرحا مني .

كل شيء تم مثل الحلم , وأنا لا أسمع لا أرى لا أتكلم , فقط كل حواسي تستيقظ وتبدأ بالعمل عندما تسمع أسم عماد ومن ثم تعود إلى حالتها السابق في غياب ذكره . كم أنا فتاة مثيرة للشفقة .

كنت كالرجل الآلي , أمشي ..أمش , أجلسي .. أجلس, قومي..أقوم .., وهكذا حتى أخرجوني من قاعة الاحتفال, أحظرت أمي حجابي وقبل أن ألبسه حضنتني وعيناه تكاد تدمعا وقبلت جبيني وساعدتني في ارتداء حجابي ولسانها لا يكف عن الدعاء لي بالتوفيق والحياة الهانئة, وقبل أن أخرج أمسكت يدها وقبلتها وحينها سمعت صوت أخي وهو يقول :

- هيا يا مها لقد تأخرنا على عماد .
وعندما توجهت إلى البوابة حضنني أحدهم من الخلف , وعندما ألتفت وجدتها أختي العزيزة .
- مها يا حمقاء سأشتاق لك .

يالا تلك الفتاة حتى في يوم زواجي يؤذيني لسانها , أحطت يدي على يدها و أنا أقول :
- يا طويلة اللسان من يراك يظن أنني سأهاجر .

عاد صوت أخي هذه المرة أكثر غضبا وهو يقول :
- مهاااا أين أنتي ..؟

ربتت أمي على كتفي وهي تقول هيا أذهبي أومأت لها بالإيجاب وخرجت , ووجدت أخي ينتظرني لدى الباب أمسك بيدي وفتح لي باب السيارة حتى أركب ووجدت ذلك المخلوق الخرافي يجلس على الطرف الآخر وهو مشيح برأسه إلى النافذة , قلبي يخفق بعنف , وسرت قشعريرة في جسدي كله , وأصبحت تنفسي عسيرا جدا , بالكاد استطعت أن أركب السيارة وساعدني أخي على الركوب بسبب ذيل فستاني الطويل , ومن ثم توجه أخي إلى مقعد السائق ليوصلنا , كان جو السيارة صامتا جدا , ولو أن معدتي الفارغة أصدرت صوتا لسمعه الكل , معدتي أرجوك لا تحرجينني .

آلمني جدا صمته , آلمني جدا غموضه , آلمني جدا جفاءه , أووووف ..بدوري أنا كذلك أشحت بوجهي إلى جهة زجاج النافذة , طبعا ليس ردا على حركته ولكن حتى يتسنى لي أخذ راحتي و التأمل في صورته المنعكسة عليها , ألم أقل لكم أني مثيرة للشفقة .

لم يكن الفندق بعيدا , فقد وصلنا سريعا وهذه المرة ساعدني كلا من أخي وعماد على النزول من السيارة وحتى دخولي غرفة الفندق ومع ذلك وحتى الآن لم أرى وجه عماد والذي مت شوقا حتى أراه , دخلت الغرفة , وانبهرت فقد كانت غاية في التكلف في كل شيء , لا بد أنها مكلفة جدا , كانت لتكون غرفة الأحلام لو كنت في وضع غير هذا.

بعد لحظات سمعت صوت عماد يودع أخي ويغلق باب الغرفة , وتصلبت في مكاني و تصلب في جسدي كل شيء حتى قلبي توقف عن النبض , حتى الزمن أكاد أجزم أنه توقف عن التحرك في تلك اللحظة التي رأيت فيها وجه عماد , في تلك اللحظة التي عانقت نظراتي نظراته , شيء وحيد فقط تحرك رغما عني ولا أدري كيف حدث ذلك , دمعة ساخنة نزلت على خدي الأيمن تاركا أثرها عليه .

تحرك ذلك المخلوق الخرافي لـ الأمام ناحيتي , حتى أصبح مقابلا لي تماما رأيت يديه تتحرك للأعلى , كنت متأكدة أنه أرد أن يمسح بقايا الدمعة على خدي ولكنني وجدته يقبضها بشدة حتى هيئ لي أن عروقه تكاد تنفجر من شدة قبضته ومن ثم أعادها إلى مكانها , وبصوت أجش قال : " لدي شيء مهم أقوم به سأعود فيما بعد " , واستدار حتى وصل إلى الباب و فتحه وهو يقول :
- إن كنت ترغبين في العشاء فلا تنتظرينني .

و خرج و أغلق الباب خلفه, وأنا ما زلت حيث أنا , فقط الدمعة تلك التي أحرقت خدي أصبحت أنهارا من الدموع التي لا تتوقف , ما الذي يحدث هنا ؟ هل أنا في كابوس ؟ فليوقظني أحد أرجوكم .

مرت الساعة تلو الساعة و أنا مستلقية على السرير وقد جفت دموعي , مخلفة دمار كاملا في زينتي , انتظرته طويلا حتى كدت أن أيأس وقبيل آذان الفجر بنصف ساعة سمعت صوت الباب يفتح فأغلقت عيني مدعيتا النوم فإهانة واحدة لليوم كافية.

سمعت خطواته متجهتا إلى الغرفة حيث أنا , ما زالت تقترب حيث السرير ومن ثم أحسست بثقله يهز السرير من تحتي , وحاولت أن أبدو طبيعية قدر ما استطعت حتى لا يكشف أمري , أحسست به يقترب , يا إلهي إنه يتحسس وجهي بأصابعه و أحسست بأنفاسه الحارة تلفح وجهي , يا إلهي أخشى أن أكشف , هذا مربك جدا , وفجأة أحسست بقطرة ماء تسقط على شفتي وبصوت بالكاد يسمع سمعته يقول : " آسف يا مها " وبعدها أبتعد عني و لا أدري إلى أين أتجه , شيء من تلك القطرة تسللت إلى داخل فمي , أحسست ببعض الملوحة , ما هذا ..؟ هل هذه دمعة ؟!!


عماد ..كان يبكي ..؟!!!!
لماذا ..؟!!!

من مواضيع وللسعادة معنى في المنتدى


__________________
اللهم احفظ المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم
اللهم لاتمتني حتى أرى نصر المسلمين وعزهم
وللسعادة معنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-30, 05:47 AM   #8 (permalink)
ربي سألتك جنةعرض الفضاء()
 
الصورة الرمزية وللسعادة معنى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5,456
معدل تقييم المستوى: 753
وللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسي
افتراضي رد: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)

الجزء الحادي عشر : بطة سوداء

لم يعرف النوم طريقا إلى عيني ولم تعرف الراحة طريقا إلى نفسي , انشغلت بالتفكير بكلمات عماد " آسف يا مها " وبتلك الدمعة التي سقطت على شفتي , عماد لقد آلمني رأسي من كثر التفكير فيك , على ماذا ؟ أنت آسف ؟

على تجاهلك لي طوال وجودك في سدني , أم تجاهلك لي في ليلة زفافي ؟ عماد .. يكفيني أنك تشعر بالندم , ألا تعلم أن خط الدمعة على خدك كأنه جرح دامي على خدي ؟

اعتدلت في جلستي و تأوهت بضيق نفس , الغريب في الأمر أن حب عماد ما يزال في ازدياد رغم بعده عني , كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا ونحن الآن نمر بأشد ما يكون الشتاء على العاصمة , ولكن لا بأس أنا أحب الشتاء ,فكيفيني أنه يصحب المطر معه ويحجب عني شمس الصيف الحارقة .

اتجهت إلى دورة المياه لكي أغتسل , فأنا أود أن يراني عماد دوما على أفضل هيئة , ولا أريده أن يفجع بهيئتي المريعه , وما إن وضعت يدي على مقبض الباب حتى أنفتح الباب فجأة ليظهر عماد في وجهي , تفاجأت .. :crazy: كان موقف محرج قليلا .. أصابتني لعثمة أردت أن أقول " صباح الخير " إلا أنه ببساطة وضع يده كتفي و أزاحني بشيء من الخشونة , وبقايا كلمة صباح الخير ماتت على أطراف شفتي .

أحسست بإهانة , إهانة قوية .. عماد لماذا تعاملني هكذا ..؟

أصابني غضب شديد , وقررت أن أتخذ ذات الموقف المجافي , أنهيت اغتسالي في دورة المياه وعدت مرة أخرى إلى الغرفة ولكن ماذا عساي أن أفعل وأنا بين هذه الأربعة جدران ؟

حاولت ألهاء نفسي بأي شيء , و أنا مصممه أن لا أبداء الكلام معه , عليه هو أن يبدأ هو , وبعد طول انتظار سمعته ينادي علي , طبعا تصنعت عدم الاستماع .. يستحق ..ثم ناداني مرة أخرى , فقلت :

- عماد هل تناديني ؟
- أجل , إن الفطور جاهز ألن تأتي لتأكل.

وفورا قلت .. " لا شكرا "..واحدة بواحدة يا عماد تستحق من يتجاهلك ..وأخذت أقلب صفحات أحد المجلات دون أن أعرف محتواها , وعدت أفكر في الجملة التي قالها ..هل قال فطور ؟!! لااااااا .. الفطور .. :crazy::crazy:

أنا جائعة منذ الأمس ولم أأكل شيء ,لا لا لا أخ يالا غبائي ..ماذا علي أن أفعل , سمعت صوته يقول لعامل الفندق " خذ الفطور من هنا فلسنا بحاجته " ..لاااااا..ماذا علي أن أفعل الآن ..بسرعة حاولت أن أتدارك الوضع قبل أن يغادر عامل الفندق بكل الفطور فقلت :

- عماد قل له أن يترك القهوة من فضلك , فرأسي يؤلمني .

- " أوه للأسف لقد غادر العامل ", قال جملته هذه وهو يستند على باب الغرفة ثم أردف " هل أنتي مريضة " وهيئ لي أنني رأيت بريق ألم في عينيه تلاشى فورا .

- لا .. أعتقد أنني سأنام قليلا وسيختفي الصداع .

- حسنا إذن إذا أردت شيء هاتفيني فأنا خارج الآن , الطائرة ستقلع في تمام الخامسة كوني على استعداد .

سيخرج , هل حقا ينوي أن يخرج ..؟ أيوجد رجل في العالم يترك عروسه ليلة وصباح زواجها , عماد هل تتهرب من الجلوس معي ؟ هل تتهرب من أن نبقى لوحدنا ؟ لحظة..أفكاري متداخلة ومشتبكة بعضها في بعض , أليس المفترض بطبيعة أنني فتاة أن أتهرب منه أنا , كما أقراء دائما في القصص و الروايات ..فلماذا ذلك الأحمق من يتهرب مني ..؟

خيرا لي أنام حتى أستطيع الاستيقاظ قبل الخامسة فأنا لم أنم منذ الأمس , عموما أنا متحمسة للسفر إلى المدينة الساحلية حيث أنتقل إليها عماد و أهله مؤخرا بسبب ظروف عمله , أغلب حماسي هو أنني سألتقي بأمه فهي إنسانة رائعة بحق ومن جهة أخرى فأنا أكره السفر هناك بسبب الرطوبة الكبيرة والتي لا أتحملها مطلقا , غدا يوم آخر ..


********************************++


رغم فرحي لمقابلة أم عماد إلا أنني أشعر ببعض الارتباك , فمهما يكون فهذه حياة جديدة مقبلة عليها , ولا أدري كيف سأستطيع التكيف معهم , ومع ذلك فإن الحفاوة الكبيرة التي استقبلتني أم عماد بها بددت كل مخاوفي , أم عماد وبالرغم من كونها تخطت الخمسين إلا أن من يراها يظن أنها أصغر من ذلك بكثير ومازالت محافظة على جمالها والذي ورث عماد منها أكثرة , وعلاوة على جمال مظهرها حباها الله بجمال روحها الطاهرة , يالها من إنسانة رائعة بحق..

كنت أراقبها وهي ترتشف فنجان الشاي وبعد أن وضعته على الطاولة قالت لي وابتسامة مشرقة تعلو محياها :

- تعال معي .. سأريك جناحك أنت وعماد .

وضعت بدور فنجان الشاي خاصتي وأنا أشعر ببعض الاحراج :blushing: ووقفت معها ومشينا حتى وصلنا إلى الدرج وصعدنا إلى الطابق العلوي حيث الجناح الذي كنا نقصده , وأبهرت فيه ..كم كان جميل , جميلا للغاية , نظرت لي وقالت:

- هل أعجبتك .؟
- أجل ..جدا..إنها في غاية الجمال .

أحاطت ذراعيها على كتفي وأكملنا سيرنا عبر الجناح ثم قالت لي : هناك شخص ما متحمس لرؤيتك ؟ ويكاد يموت شوقا حتى يجلس معك , لقد أنتظرك طويلا, أظن أنه يراقبك من بعيد , تضرج خدي خجلا , إذن يا سيد عماد أمامي تتجاهلني ومن خلفي تراقبني , يا لك من رجل , وقبل أن أنعطف إلى إحدى الغرف رأيت رأسا ما يختبأ خلف الباب الذي دخلنا منه , عماد لا أكاد أصدق أن هذا التصرف يصدر منك .. إنه تصرف طفولي جدا !!

أكملت أم عماد حديثها عن الأثاث وفي أمور أخرى لم ألق لها بالا , كل تفكيري مع ذلك الطفولي الذي لم يكف عن المراقبة من بعيد , انتبهت إلى أم عماد وقد توقفت عن الكلام وقالت : " لا بد أنك رأيته وهو يراقبان " , أومأت بالإيجاب , ثم قالت تخاطبه :

- " هيا يا عزيزي أخرج لأن ضيفتنا كذلك متشوقة إلى رؤيتك "
- ثم فجأة سمعت صوت ممتزج بين الطفولة والرجولة وهو يقول : كلا وضحكاته تتعالى في المكان , " لا أرييييييد "
- هيا تعال يا حبيبي وسلم على صديقتنا مها .

-وفجأة خرج من خلف الباب وهو يقول : " كلااااا .. لا أريد أن أسلم على هذه
البطة السوداء
.."

وتصلبت في مكاني , هذا ليس عماد بالطبع , إنه علي الأخ الأصغر ..لقد نسيت وجوده في البيت تماما ..

" بطة سوداء " "بطة سوداء " بطة سوداء " ...أوه ماذا يقول ذلك الفتى وثارت في داخلي كل مشاعر البغض و الكره تجاهه , من يظن نفسه حتى ينعتني بالبطة , والسوداء
كذلك :icon28::icon28::icon28: , إنه مازال يرددها وهو يضحك ..

أأأأأخ أشعر بالرغبة في ملاحقة هذا الفتى الشقي وتلقينه درسا لن أنساه , إنه لم يسكت بعد , يا إلهي كيف يسكت ذلك الفم ..

- ضحكت " أمه :nosweat: وهي تقول " لا عليك , من الواضح أنه أحبك , لديه طريقة مختلفة في التعبير عن مشاعره .. هيا يا علي تعال إلي " وتقدم يركض كالأطفال و ارتمى في حضن أمه " سندعك ترتاحين الآن إن احتجت شيء ستجدينني في الأسف ".

أنا طبعا متفاجأة جدا من ذلك الرجل الطفل , فعلي أقصر مني بشبر ونصف تقريبا , صحيح أنني لست طويلة ولكن من يرى علي يفاجئ بتصرفاته الطفولية , ولولا أنني أعرف أنه مصاب بإعاقة عقلي لكنت ارتديت حجابي أمامه .

الساعة العاشرة مساء , لا أدري أين عماد الآن فمنذ وصولنا لم أره , ذهبت لألقي نظرة على حقائبي التي أرسلتها مسبقا , الحمد الله لقد فرغت ورتب كل شيء في مكانه , ولكن كم من المخجل أن ترتب ملابسي في ذات الخزانة مع ملابس عماد , وبجانب الخزانة الأيمن أسندت حقيبة سفر من الواضح أنها خاصة بعماد حاولت أن أرفعها ووجدتها ثقيلة بعض الشيء , لا بد أن تكون إذن حقيبته التي سافر بها إلى سدني , ألم يفرغها بعد ؟ لقد مر على وصوله ثلاثة أيام تقريبا .

أعتقد أنه من المفترض أن أفرغها بنفسي , وعندما وضعت يدي عليها لأفتحها سمعت عماد من خلفي يقول بصوت تشوبه المرارة :

- لا تفتحيها .

التفت وصدمت عندما رأيت طبقة من الدموع على عينيه ,أقترب مني وجلس بجانبي وخيم الصمت بيننا كنت أود أن أتكلم أن أقول أي شيء حالة عماد وتصرفاته معي ليس بالشيء الطبيعي , بالكاد نطقت بجملة :

- عماد هل أنت بخير ؟

لم يجب , ظل صامتا يراقب اللاشيء وأنا حائرة لا أعرف مالذي يجب علي فعله , وماذا يجب أن أقول ؟ هممت أن أتكلم مرة أخرى , إلا أنه تكلم قالا :

- عندما يحب شخص شخص آخر , هل يحبه بكل عيوبه ؟ عندما يخطأ الشخص الآخر هل يظل الأول يحبه رغم خطأه ؟

تفاجأت وصدمني السؤال كانت ذات النظرة الفارغة في عينيه ولكنها هذه المرة تحمل ألم أكبر , لم أعرف ماذا أقول ..صمتت برهة ثم قلت , لم أفهم قصدك ؟

- ألتفت لي وركز نظرته المتألمة علي وقال : " مها عديني, أن تحبينني بكل عيوبي , عديني أن لا تتركينني رغم أخطائي " , رفع يدي حتى شفتيه وقبلها وطبقة الدموع تلك أصبحت خطوط جاريه على وجهه الجميل الذي يتلوى ألما .

أنا أعيش حالة صدمة لما أراه ولما يحدث معي , أردت أن أواسيه أن أفعل شيء ماء لكنني كنت قد تصلبت تماما لهذا الموقف الذي وضعت فيه , عاد صوته الحزين يقول :

- " ألن تعدينني ؟ عديني يا مها .. عديني أرجوك "

أحسست بشيء ماء , أحسست أن صفارات الإنذار في قلبي إشتغلت كلها , وأضواء حمراء تؤشر بحلول خطر ما , ما الذي يفترض أن يعنيه هذا ؟ وعادت فكرة كنت أتجاهلها دائما لتظهر واضحة أمام عيني .

سحبت يدي التي أمتلئت بدموع عماد و وقفت ووقف معي , لا أدري كيف حملتني رجلي أحس أنني سأنهار في أي لحظة , حاولت تمالك نفسي وقلت :

- " عماد, ما الذي حصل في سدني ؟ "

صمت ولم تكن منه أي إجابة , أحسست أنني سأجن لصمته , ومع ذلك سأجن إن نطق , خفت من كلا الاثنين و أحسست أنني أحفر قبري بيدي بسؤالي هذا , لم أستطع تمالك أعصابي أمسكت بياقة ملابسه وأصابعي أصابتها رجفة قوية , وعيني باتت تذرف الدموع دون حتى أن ترمش وبجهاد كبير قلت: " عماد هل كانت لك علاقة بإمرأة ما ؟ "

لم يتكلم , وأشاح بوجهه بعيد , وندت مني آه تبعها صوت بكائي المرير, لم أعد أستطيع التحكم بيدي والتي باتت توجهان له ضربات متتالية على صدره و أنا شبه منهارة , لم يتكلم لم ينبس حتى بكلمة , أما أنا فلم أستطع سوى أن أنطق بـ : " لماذا؟ , لماذا ؟ لماذا ؟ "

حاول عماد أبعاد الشعرات التي التصقت في وجهي من دموعي إلا أنني تراجعت سريعا إلى الوراء وأنا أقول :

" لا تلمسني أيها القذر , أبتعد عني "

ابتعدت اكثر حتى التصقت بزاوية الجدار خلفي وأنا أصرخ في وجهه :

" تبا لك يا عماااااد ..تبا لك ..أنا أكرههههك ..أكرهههك أيها الحقييير "


ولم تعد تقوى أن تحملني قدماي وجلست حيث أنا على الرخام البارد وأنا أنشج كالأطفال , ضممت ساقي وأسندت رأسي , وأنا أقول :

" أريد أمي آآآه ..أريد أمي ..آآآآآه يا أمي "

وفي مدينه غريبة وفي بيت غريب وبين ناس غرباء , لم أعرف ماذا أفعل ولا إلى أين أتحرك , أظلمت الدنيا في عيني , وأسود فيها كل شي , لم أعد أريد أن أعيش , ولا أريده يا ربااااه

رباه, أريد أن أموت , ربااااه ..أقبض روحي يارب .

يارب أقبض روحي مادام الموت خيرا لي , مادام الموت ألطف بي , مادام الموت أرحم بي ..

آآآآه يااارب ..

من مواضيع وللسعادة معنى في المنتدى


__________________
اللهم احفظ المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم
اللهم لاتمتني حتى أرى نصر المسلمين وعزهم
وللسعادة معنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-30, 05:48 AM   #9 (permalink)
ربي سألتك جنةعرض الفضاء()
 
الصورة الرمزية وللسعادة معنى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5,456
معدل تقييم المستوى: 753
وللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسي
افتراضي رد: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)

الجزء الثاني عشر : و سقطت الأقنعة .

فتحت عيني , وأنا مازلت أشعر برغبة في متابعة نوم , انقلبت في فراشي إلى الجهة الأخرى , فأحسست بشيء ما آلم يدي وضعت يدي الأخرى أتحسس الألم , فوجدت أنبوبة ما رفيعة متصلة فيه , ما هذه ؟ قلبت نظري في المكان ؟ هل أنا في المشفى ؟ آه أجل , حتى هذه الرائحة هي رائحة المشفى , ولكن ما الذي حصل ؟ كيف أتيت إلى هنا ؟

وشيئا , فشيئا بدأت تتدفق الأحداث إلى عقلي , وبحركة لا إرادية وضعت يدي على صدري حيث يكمن موضع الألم , لا , لن أبكي عليك , ولا حتى دمعة واحدة , فأنت لا تستحقها أيها الخائن , الحقير.

ولكن لم تسقط دمعة , بالطبع لم تسقط دمعة بل كانت دموع تنزف من مقلتي ألما , حزنا و كمدا .. هل ما حدث بالأمس حقيقة , أنا لا أصدق حقا ..لا أصدق..لماذا فعلت فعلتك بي يا عماد ؟

آآآآه رأسي يؤلمني بشدة من كثرة البكاء, يخالجني إحساس أنه سينشطر نصفين من الألم بحثت على المنضدة عن محارم ورقية ووجدتها وأخذت أمسح دموعي , يا إلهي إنها تأبى التوقف . يجب علي أن أتوقف عن البكاء و إلا سينفجر رأسي .

حاولت أن ألهي نفسي بأي شيء إلا أن الأفكار تهاجمني الواحدة تلو الأخرى , أذكر أنني ارتكنت إلى زاوية الجدار وأنا أبكي ,لا أعرف كم بقيت على هذه الحالة , كان يعتصرني ألم غريب في قلبي فلأول مرة أجرب أحساس الموت حية,ولكن ما الذي حدث لي بعدها , وكيف أتيت إلى هنا ؟ هل فقدت وعيي ؟ مثيرة للشفقة حقا , كيف أنهرت هكذا ؟ كيف أظهرت ضعفي له ؟!! لقد أهنت نفسي بالفعل.

في أثناء تفكيري هذا دخلت الممرضة إلى الغرفة التي كنت فيها و أخذت تفحص مستوى السائل والمتصل بأنبوبة طرفها متصل بيدي , وددت أن أسألها عن حالتي وما الذي أصابني إلا أن الظل الذي لمحته خلف الباب أبقاني صامته .

أيكون هو , بالطبع لا بد أنه هو ..تشجعي يا مها..إياك أن تضعف أمامه , هو لا يستحقك ولا يستحق حبك , هو مجرد شخص من صنف الرجال الأوغاد والأنذال و الذين تحتقرينهم جدا , ألا تذكرين ؟!

تحرك ذاك الظل من مكانه وفتح الباب, استويت جالسة ونظرت في جهته مباشرة , كانت هناك هالات سوداء رسمت أسفل عينيه مباشرة , و اكتسى وجهه كثيرا من الشحوب , أردت أصرخ في وجهه أن يخرج , ولكن لحظة .. لما أصرخ في وجهه , هل أنا غاضبة منه ؟ هل أنا ما أزال غاضبة ؟

..لا ..لا يجب أن أغضب ..لا يجب أن أنفعل ..هو لا يستحق فورة أعصابي حتى ..من هو أصلا..؟ هو لا شيء ..أجل هو لا شيء ..دخل حياتي ..ويجب أن يخرج منها ..لأنني ببساطة لم أعد أريده فيها ؟

كان لا ينظر إلي , أو في الحقيقة كان يتحاشى النظر إلي , على عكسي تماما , فقد كنت أنظر إليه مباشرة , ليست نظرة حقد , ولا نظرة ألم , ولا نظرة عتاب , هي فقط نظرة في شخص لم أعد أعرفه . توجه حتى النافذة وتكلم وهو مدير ظهره لي وقال :

-ذلك اليوم .. ظننتك نائمة , ولكنني عندما ناديتك عد مرات لم تجيب .. لقد ظننت أنك أصبت بحالة إغماء حاولت إفاقتك فلم أستطيع فنقلتك من فورها إلى هنا .. لقد أخبروني أنك أصبت بانخفاض حاد في ضغط الدم, لو تأخرت في جلبك إلى هنا لكنت في خطر.. لقد خفت كثيرا أن أفقدك.

رأيته يرفع يده إلى وجهه كمن يحاول مسح شيء ما , يا إلهي ..هل ينافق هذا الرجل ؟ يطعنني في ظهري ويبكي علي ؟

- " لا بأس تحدث هذه الحالة كثيرا لدي عندما لا أأكل جيدا فأنا مصابة بالأنيميا " لقد كنت أكذب طبعا فأنا لم أدخل المشفى أبدا ولست حتى مصابة بالأنيميا ولكنني لم أرغب أن أظهر بمظهر الضعيفة أمامه .

- استدار وهو متفاجأ وقال : " حقا , لما لم تخبرينني سابقا , لقد سألني الدكتور عن ذلك ونفيت أصابتك به ".

صمتت ولم أتكلم , ولا يهمني حتى أن أرد عليه , قال : " يجب أن أذهب لأخبر الدكتور , حتى لا يصرف لك دواء خاطئ " وخرج مسرعا , يا إلهي سيكتشف أنني كاذبة , أوووف , لم يعد يهم .

وعاودت الاستلقاء على السرير وأنا أشعر بشيء من الإحراج , لماذا أضع نفسي دوما في مواقف مثل هذه ؟ بالكاد حاولت إلهاء نفسي بعد عدد البلاطات في الأرضية , كنت أريد أن ألهي رأسي بالتفكير بأي شيء عدا عماد لأنني متأكدة أن الصداع سعاودني إذا فكرت به .

كنت مستلقية على جنب الأيمن وسمعت الباب من خلفي يفتح , لا يجب أن ألتفت فلا بد أنه عماد قد عاد , سمعت خطواته تقترب و أحسست أنه يتأملني , حاولت أن أبدو طبيعية , سمعته يضع شيء ما على المنضدة بجانبي و من ثم خطواته تبتعد وصوت الباب يغلق , ألتفت أرى ماذا وضع , وإذ بها باقة ورد خلابة , ورد أبيض ناصع وجميل هممت للحظة أن أقوم وأأخذها بين يدي وأشم رائحتها العطر , إلا أنني تراجعت في اللحظة الأخيرة , أجل هي من عماد , يجب أن لا أأخذها . وبقيت كما أنا .

سمعت الباب مرة أخرى يفتح وصوت عماد يقول : " مها سيأتي الطبيب بعد قليل لمعاينتك " , اعتدلت في جلستي وقلت:

- ألم يخبرك متى سأخرج من هنا ؟

لم يرد علي ووجدته يسحب البطاقة الصغيرة على باقة الورد بعنف وحاله كمن يقرأ شيء لم يصدقه , وقال ونظرته أصبحت مزيجا من المفاجأة والغضب : "هل أتى راشد هنا "

- نظرت إليه ببلاهة وقلت : راشد ؟؟!!

وفجأة أعترى وجهه غضب شديد وبات صوت أنفاسه مسموعا وجحظت عيناه بشكل مخيف وأمسك بمعصم يدي حتى آلمني , وقال وهو يصر على أسنانه :

- هل رآك هكذا ؟

لم أعرف ماذا يقول , ولم أفهم ما يقوله أصلا , وضللت مشدوه فاغرة الفم مصدومة .

- صرخ في وجهي وقد تجمعت كل دماء جسده في وجهه قائلا : أين حجابك ؟

وبالكاد استطعت الفهم , وبالكاد استطعت التجميع , وأشرت بكتفي أن لا أدري , وبدأت سيل الدموع تتدفق في وجهي مرة أخرى , لم أعرف يوما ماذا يعني غضب الرجل , ولم أجرب أبد أيغضب في وجهي رجل , كل ذلك كان جديدا علي وأصابني بصدمة قوية , جدا..

وبدأت تنكشف الأوراق , وبدأت الأقنعة في السقوط , وها أنا يا عماد أرى وجها جديدا لك , وجها مرعبا مخيفا ,لم أتصوره قد يستتر خلف قناع الرقة و اللطف , ماذا لديك يا عماد لتفاجأني به , ولما عليك أن تفاجأني ؟ ولما علي أن أحتمل تلك الإهانات التي توجه لي الواحدة بعد الأخرى , عماد لا أريد أن أبقى معك , لا أر يدك وفقط .


الجزء الثالث عشر : طلقني !!!


كان عماد في حالة هيستيرية تامة ,فلم يكفه أن صب جام غضبه علي بل فعل ذات الشيء مع الورود الذي أحظرها راشد والذي فطنت فيما بعد أنه راشد منصور أخو عماد , لقد سحق جميع الورد تحت قدميه بوحشية تامة لم أستطع تفسيرها ولم يوقفه سوى طرقات الطبيب على الباب الذي أتى للكشف علي , والمثير للسخرية أنني أصبحت بالفعل مصابة بالأنيميا , لقد ابتليت نفسي بكذبي .

بعد خروج الطبيب بدقائق قليلة تفاجأت بزيارة أم عماد لي وقد صحبة علي معها ,لقد أدخلت الفرح إلا قلبي رغم أنها تظن أن سبب وجودي في المشفى هو سوء التغذية , ولكن هذا لا يهم فوجودها بحد ذاته مصدر سعادة وسرور , تجاذبنا أطراف الحديث ثم وجهت أم عماد الحديث لعماد قائلة :

- أهكذا يفعل شخص ما بعروسه , عليك الاهتمام بها جيدا .

- أبتسم عماد لأمه وقال " لا عليك يا أمي هي تدلل فقط حتى تحظى بمزيد من الاهتمام مني ".

وضحكة أم عماد وتبعها عماد كذلك , أما أنا فقط أصابني غيظ شديد منه , وتمنيت أن أحطم رأسه بأكبر ما في هذه الغرفة , ذالك المغرور السخيف , وفي ثورة غيظي والذي بالكاد كتمته وقعت عيني مصادفة على " علي " , غريب ذلك الفتى , ما الذي يجلسه بهذا الهدوء , ما هذا الأدب الجم ؟ أيكون قد تعاطف معي ؟

في أثناء ذلك استأذن عماد للخروج و الحصول على بعض القهوة , رأيت علي يتتبعه بنظراته وقد ارتسمت على وجهه معالم الشقاوة من جديد , وواتاني حدس سيء أنه سيبدأ بإفراغ شقاوته و التي كان يحبسها لوجود عماد , و لكن في هذه الأثناء وقفت أم عماد وقالت :

- " أنا مضطرة للذهاب الآن , فراشد لوحده في البيت , آه لقد نسيت تماما أرجوك أن تخبر عماد أن راشد أتى اليوم من سدني , سيفرحه هذا الخبر جدا " , و اقتربت مني وقبلتني بحنان وخرجت , وقبل أن يغلق الباب رمى ذلك المشاكس علي بشيء ما لم أعرف كننه وهو يقول : " هذا لك أيتها البطة السوداء " , كانت عدة أوراق من الجرائد ملفوفة على شيء أسفنجي كما يظهر لي فتحتها و أنا أتسائل , ماذا سيهديني ذاك المشاغب ؟؟!

وما إن وقعت عيني عليها حتى تملكني غضب شديد , إلا أنه في خضم غضبي هذا أفلتت مني ضحكة صغيرة تبعها عدة ضحكات , لقد أهداني بطة سوداء أسفنجية ..!!! يالا ذلك الفتى إنه ظريف..إنه ظريف حقا , لقد أحببته .. أجل أحببته ^_^

عاودت الاستلقاء على السرير ومازلت الابتسامة مرتسمة على شفتي و أخذت أفكر ما هي الخطوة التالية , في مثل حالاتي دوما تطلب الزوجة الطلاق من زوجها الخائن , ولكن هل علي أن أطلب الطلاق ؟ حسنا ماذا لو طلقني ونلت مرادي ومن ثم عدت إلى بيت أهلي ؟ فتاة بائسة يائسة مطلقة خانها زوجها , يالها من فكرة فظيعة !!

لكن على كل حال هذا أفضل من العيش , إذن سأطلب الطلاق منه , وهاجمني شعور غريب , وأحسست أنني الخاسرة الوحيدة , فأنا من تمت خيانتها و أنا من جرحت مشاعرها وأنا من بكت آلاف الدموع وأخيرا أن من ستترك وتبقى وحيدة أما هو , فلا يوجد ما يتألم لأجله – إلا وخز الضمير هذا إذا كان لديه ضمير بالأصل – ومن ثم سيبدأ حياته من جديد كأن شيء لم يكن وسأظل أنا تلك المطلقة ذات الحظ العاثر ..

لكن لحظة .. لمعت فكرة في رأسي , ورأيت أنني سأكون ظالمة لنفسي لو لم أحظى بفرصة تطبيقها قبل الطلاق ..لكنها الجنون بعينه ..هل سأجازف بفعلها ..أجل .. أجل .. يجب أن أفعلها ..
لكن حقا خائفة أن أفعلها ,, يا إلهي ساعدني ..

من مواضيع وللسعادة معنى في المنتدى


__________________
اللهم احفظ المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم
اللهم لاتمتني حتى أرى نصر المسلمين وعزهم
وللسعادة معنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-09-30, 05:52 AM   #10 (permalink)
ربي سألتك جنةعرض الفضاء()
 
الصورة الرمزية وللسعادة معنى
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 5,456
معدل تقييم المستوى: 753
وللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسيوللسعادة معنى قلم ألماسي
افتراضي رد: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)

الجزء الرابع عشر : لقد قررت ..


في الحقيقة نعم , ببساطة قررت الانتقام :icon28: , أما ما هي خطة الانتقام ؟! فهي خطة بسيطة ترد في رأس كل امرأة خانها زوجها .

أولا سأدع ذلك السيد المسمى عماد يتعلق بي .. ويحبني , أجل لا بد أن يحبني من جديد , وعندها أضرب ضربتي و أتركه وحيدا , حقا يستحق ذلك , لا بد أن يعاني كما عانيت وزيادة , ولكن ماذا لو أدعيت في النهاية أنني أحب شخصا غيره لتكون الضربة متعادلة خيانة بخيانة , ولكن أضن أن فعلت ذلك سأصبح حقيرة حتى ولو كان إدعاء وكذبا :41: , إذن سأكتفي بالجزء الأول من خطتي وفقط .

بعد عدة دقائق عاد عماد وهو يحمل كأسان من القهوة وضع واحد على المنضدة وقدم الآخر لي , أخذته بهدوء وأنا أتسائل كيف سأبدأ بتطبيق خطتي , المشكلة أن الوضع مازال حرجا و البداية صعبة جدا , و هذا يتطلب مني أن ألبس ثوب ليس بثوبي و أن أتصف بصفات ليست بصفاتي , من الواضح أن عماد مستغرق في التفكير ولا يعرف من أين يبدأ , لعله الآن يعد الخطابات و التبريرات الواهية , لا بد أن أفاجأه الآن بحركة لا يتوقعها , يا رب أعني .

رفعت رأسي بتردد وحاولت أن أجعل نضرتي إليه تحمل بعض الود وقلت :

- عماد , أود أن أسألك سؤال .. ولكنني خائفة .

- أزاح الكوب عن فمه بلهفة وقال أسئل ما تشاء .

- حاولت أن أبدو مترددة ومحرجة, لا بد من التمثيل و إلا ستفشل خطتي وقلت : " هل توقفت عن محبتي ؟ "

تفاجأ , لم يتوقع أن أسأله هذا السؤال .. وقال بتلعثم شديد , ممـ .. مستحيل , مستحيل ..فأنا لم أتوقف عن محبتك لحظة واحدة .

كاذب وحقير , صمتت وبعد لحظات قلت :

- أنت تكذب على نفسك يا عماد , أنت تظن أنك تحبني , وفي الحقيقة أنت توقفت عن محبتي منذ فترة طويلة , لذا أود أن أطلب منك طلب , وأرجو أن لا تعارضني , عماد أنا أرى أن ننفصل عن بعضنا لشهر واحد أو شهرين , فقط حتى تنتظم مشاعرنا , حتى يعرف الواحد فينا هل يحب الآخر بحق أم لا , ومن ثم نقرر ما إذا كنا سنكمل حياتنا سوية أو نفترق .

- حرك عماد رأسه نفيا وقال : " لا .. لا أريد , أنا أعرف مشاعري جيدا ولا أحتاج إلا ما ينظمها "

- " لشهر واحد فقط يا عماد "

- لا ..قلت لا ..ولا حتى ساعة واحدة.

- عماد , أرجوك افهمني ..

- وقف بعصبية وقال " لا ..لا أريد "

فاجأني غضبه , يا ترى هو أيضا يكذب ؟ صمتت ولم أعرف ماذا أقول , لقد أصبح الحوار شبه منتهي , وأنا لا أريد الانتهاء منه . إلا أنه باغتني بسؤال مفاجئ وقال :

- مها هل تكرهينني ..؟

ولا أعرف كيف نطق فمي , ولا أعرف كيف تحركت شفاهي لتقول ببساطة " أجل "

تفاجأ , وتفاجأت أنا كذلك وضعت يدي على فمي كمن نطق بأمر لا يجب النطق به , وتحرك عماد مبتعدا عن السرير وهو يقول :" أأ ..أأضن أنني أحتاج إلى الخروج قليلا .." وأسرع نحو الباب واختفى .

يا إلهي هل صدمته ؟ لم أكن أقصد حقا التفوه بها , ولا أدري كيف خرجت مني , لكنه لا يحبني ..فلما تؤثر فيه هذه الكلمة , أجل .. إن ما يفعله مجرد تمثيل حتى أشفق عليه و أسامحه على خطيئته , كلا لا يجب أن أضعف أو أنخدع , يجب أن أكون قوية .قوية جدا .


************************++


قضيت ذلك اليوم بليلته لوحدي ولم يعد عماد إلى المستشفى , وفي الصباح وبعدما انتهيت من استحمامي وجدت عماد مضطجع على سريري , اقتربت بهدوء منه و أنا لا أدري إن كان نائما أو مستلقيا وفقط , كان وجهه مرهقا جدا وتلك الهالات السوداء أسفل عينيه ازدادت سوادا , آلمني منظره حقا , وأحسست برغبة شديدة لأربت بيدي عل وجهه المتألم , لكن بدلا عن ذلك , ابتعدت واستلقيت على الكرسي بجانبه و أخذت أتأمل به .

مر وقت طويل حتى تنبه عماد و أستيقظ .

- أوه ..أنا آسف لقد غلبني النعاس هيا .. أرجوك تعال على سريرك .

- لا..لا بأس أنا مرتاحة هكذا , أرجوك أكمل نومك .

ودون أن يلتفت إلى جملتي نزل من السرير وساعدني على الصعود عليه , كنت أحس ببعض الإرهاق ووجدت صعوبة تامة في تسريح شعري , سحب فرشاة الشعر من يدي وأزاح وسادتي وجلس مكانها وأخذ في تسريح شعري .

كان يربت بيديه من أعلى رأسي وحتى منتصف ظهري , مر زمن طويل , طويل جدا منذ سرح أحدهم شعري , مازلت أذكر تلك الأيام الجميلة عندما أجلس في حجر أمي وتبدأ هي في تسريح شعري , كم كانت أيام غامرة بالحنان و العطف , وكما هي اللحظة هذه التي يسرح عماد فيها شعري , نسيت كل شيء , نسيت جفاءه , صده , خيانته ..ولم تبقى سوى هذه اللحظة وما تحمله من حنان , تمنيت أن تدوم هذه اللحظة تمنيت أن يظل عماد أمد العمر يسرح شعري ويربت على رأسي بلمساته العطوفة , تمنيت وتمنيت .. ولكن أعلم أنها مجرد أماني وسيختفي سحرها بعد لحظات .

- " مها هل تكرهينني ..؟ "

نطق بجملته بصوت حزين متألم , يا إلهي ما زالت إجابتي عالقة في رأسه وعندما فتحت شفتي لأجيبه قال : " لا تجيب أرجوك" , أسند رأسه على ظهر كتفي الأيمن وزفر زفرة عميقة تحمل هم الدنيا كلها .

- " أنا لم أخسرك بعد أليس كذلك ؟ "

ضللت صامتة وأنا أحس بألم في داخلي ولا أعلم لما أتألم .

- " مها لما أنتي صامته .. قول نعم أرجوك " .

- جاء صوت متكسرا حزينا لحزنه , متألما لألمه وقلت " نعم يا عماد ..نعم "



الجزء الخامس عشر : مخلوق خرافي آخر

لقد خرجت للتو من المشفى , وها نحن نتوجه إلى البيت , عماد بعد ذلك اليوم أفضل حالا ألف مرة مما كان عليه , أما أنا فكما أنا .. مازلت أخطط وأرسم للانتقام , وما زال جرحي لم يندمل ولا أظنه سيندمل أبدا , ركن عماد السيارة أمام البيت ونزل ونزلت معه ودخلنا إلى البيت .

كنت مشتاقة لأم عماد و لعلي , لذلك لم أنتظر عماد, فأنا أود أن أفاجأهم بخروجي من المشفى , ألتفت برأسي إلى عماد حتى أشير له أنني سأسبقه , ولكن كان وجه عماد مبهوتا كمن رأى شيء مخيف , نظرت إلى الجهة التي يراها عماد , وبهت , يا إلهي ما هذا ؟؟

مخلوق خرافي آخر ..مستحيييل , لقد ظننت أن أمثال عماد لا يوجد منهم في الدنيا أثنين , وعلى الرغم من أنه لا يشبه عماد , ولكني لا أكاد أن أفصل أيهم أشد وسامة , كان يستند إلى جدار البيت مقابلا لنا تماما , وعلى الرغم من أني أكره الرجل ذو الشعر الطويل إلا أنه على ذلك المخلوق رائعا جدا فقد قص شعره بطريقة غريبة ليخفي النصف العلوي من وجهه مع عينه , وعلى الرغم من أنني لا أرى سوى نصف وجهه إلا أنه في قمة الجاذبية..

كنت مشدوهة أتأمل في ذلك المخلوق الخرافي الآخر ولم أنتبه إلى أن مخلوقي الخرافي " عماد " سينفجر غضبا حتى أمسك بذراعي بشدة وهو يقول:

- مها ..هذا " راشد "

- و أخذت بضعة ثوان و أنا أقول " راشد ..آآآآه هذا راشد "

- وهممت أن أتوجه له حتى ألقي التحية , إلا أن قبضة يد عماد زادت شدة على ذراعي لتبقيني في مكاني .

- ألتفت إلى عماد وأنا أقود " عماااد أترك ذراعي ..هذا محرج جدا "

- ألق عليه التحية و أنت بجانبي .

- يالا ذلك العماد يتصرف كالأطفال , " السلام عليكم راشد , أنا مها زوجة عماد , كيف حالك ؟ "

اكتفى بأن يبتسم , دون أن ينبس ببنت شفه , ابتسمت له بدوري ثم تذكرت وتداركت قبل أن يذهب وقلت :

- " راشد , شكرا على باقة الورود ..والقرطين كذلك فقط كانا جميلين جدا "

ولا أدري ما الكلمة الخطأ التي نطقتها حتى تثور ثائرة عماد , ليسحبني فورا إلى غرفتي دون حتى أن ألق التحية على أم عماد وعلي , كان يمسك بذراعي بشدة حتى ظننت أنها ستكسر ويسحبني خلفه بسرعة حتى أنني أمشي الخطوة وأتعثر الأخرى .
وما إن دخلنا إلى الغرفة حتى رماني إلى السرير , الطبع لم يعد طبع عماد , والوجه لم يعد وجه عماد , والعينين أصبحت تقدح شررا , وقلبي يكاد ينفجر خوفا من شدة خفقانه , عماد ما الذي فعلته حتى تعاملني هكذا ..



</B></I>

من مواضيع وللسعادة معنى في المنتدى


__________________
اللهم احفظ المسلمين من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ومن تحتهم
اللهم لاتمتني حتى أرى نصر المسلمين وعزهم
وللسعادة معنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, مثيل, لحالي, ليس, لها, الرائعة, الرواية, الروح, الشتاء, خيانة, عالمـ, في

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: خيانة الروح : في عالمـ الرواية ليس لها مثيل للكاتبة الرائعة: (ليالي الشتاء)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ســــامحنـــي صـــــديقـــــي +17‏(خيانة بالصور) بنت الاسلام صور 5 2010-04-25 11:45 PM
عدستي الرائعة بدون اسم تصوير الاعضاء والكيمرات 9 2009-08-19 03:17 AM
&&&&أبوي ما له مثيل أبد&&&&& هدايا القدر الشعر وأبيات القصيد 2 2009-04-27 06:27 PM

Sitemap

الساعة الآن 12:46 PM.

Google SiteMap

@QaZsD201

Copyright © االمنطقة الشرقية Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.066a66.com


أقسام المنتدى

المنتديات الإسلامية @ المنتدى الاسلامي العام @ الصوتيات والمرئيات والأناشيد والمحاضرات @ المنتديات العامة @ نقاشات وحوارات @ اصدقاء الشرقية @ منتديات الشرقيه @ أخبار الشرقيه @ السياحة والسفر @ الرياضة العربية والعالمية @ المنتديات الأدبية @ الشعر وأبيات القصيد @ النثر والخواطر ونبض المشاعر @ القصص والروايات @ منتديات الأسرة والمجتمع @ الطفل والأسرة والمجتمع @ الازياء الجمال @ الديكور والأثاث المنزلي @ منتديات التسلية والترفيه @ الألعاب الفكرية والتسالي @ صور @ صرقعه @ المنتديات التقنية @ الكمبيوتر والإنترنت @ برامج والبرامج المشروحة @ جرافيكس والتصاميم @ منتديات الشكاوي والإقتراحات @ الشكاوي والاقتراحات @ الأقسام الخاصة بالإداريين والمشرفين @ المشرفين @ المحذوفات @ المواضيع المنقوله @ منتديات ماسنجريات - توبيكات - توبكات - نكات ملونة @ برامج ماسنجر للماسنجر @ توبكات ماسنجر - توبكات ملونه - توبكات مسنجر @ صور ماسنجر رموز للماسنجر - اختصارات @ مطبخ اسرار @ الثقافة والمعلومات العامة والتطوير الذاتي @ الجوال العام @ السيرة النبوية @ المواضيع الإسلامية المخالفة @ تصوير الاعضاء والكيمرات @ الخيمة الرمضانية @ منتدى الخيمة الرمضانية @ المواضيع المميزة @ مناطق ومدن الشرقية @ قروب خليجيات @ رسائل قروب خليجيات @ الاداره @ السيارات @ منتديات الطب و الصحة @ الطب العام @ طلبة الطب @ الرجل ادم @ مقاطع فيديو @ منتدى منبع الروايه @ مجلس الاعضاء @ التميز @ منتديات الجوال والهواتف الذكية @ برامج والعاب الجوال @ بلاك بيري والايفون iphone,ck berry @ دروس الوسائط mms @ اسرار النواعم @ منقول الخواطر @ مدونات الاعضاء @ طبخ المأكولات والعجائن @ الحلويات @ المشروبات @ السلطات @ اللغة الأنجليزية @ منتديات فيديو - video @ جرائم - مقاطع مرعبة @ افلام وثائقية @ العاب فلاشية @ اطفال @ الصور العالميه @ الاعلانات - التسويق @ المواقع @ المنتديات @ تسويق @ الشركات @ الهلال - الزعيم @ الاهلي - القلعه @ الاتحاد - العميد @ النصر - العالمي @ الشباب - الليث @ حيوانات @ جميلة @ صور متحركه @ اخبار مصورة @ كاميرة خفية @ صور غريبة @ الايبود - الايباد @ المنتدى العام @ تويتر الشرقية @