أسعد الله أيامك

دعني في البداية أعلن أختلافي الجوهري مع صلب هذا الموضوع جملة و تفصيلا. أنا مع أن تلتزم المملكة بالاتفاقات الدولية لتشغيل العمال و المأجورين الوافدين. ليس في هذا أي إجحاف بحق المواطن في الحصول على خدمة عامل أو سائق أو خادمة و بأجر مقبول للطرفين و نوعية متميزة من العمال إضافة لحفظ حقوق الوافد الأجنبي من الإبتزاز و الإستغلال و سوء الإدارة.

يا سيدي الكريم هذه الإتفاقيات التي تنتقدها و تنتقد منظمات المجتمع المدني و الناشطين في مجال حقوق الإنسان الذين يدفعون الدول للإلتزام بهذه الإتفاقيات وجدوا لأسباب سامية و شريفة لحفظ كرامة الإنسان و حقوقة سواء كان رب عمل أو عامل...ليست محورا للشر كما
صورها المقال أعلاه...هذه الإتفاقيات اتفقت عليها الدول على اختلاف دياناتها و ثقافاتها لأنها تحفظ الحقوق الإنسانية الأساسية، و نحن كمسلمين يفترض أن تكون معاني الرحمة و الإنسانية أبلغ تمثلا فينا من غيرنا.

نعم أطالب بإسقاط نظام الكفيل في المملكة لأنه فقد الغاية و الهدف الذي وجد من أجله و أصبح مجرد نظام جباية لمجموعة من عديمي الضمير من المواطنين قدر الله لهم التحكم في رقاب الناس. كان نظام الكفيل الهدف منه الضبط و لما فشل في كل دول الخليج قامت الدول بتبني استراتيجيات أخرى أكثر فاعلية أكثر إنسانية و جعل الكفيل هو الدولة و المواطن و الوافد سواء و ليس لأاحدهما يد على الأخر...و هذا معمول به الان في البحرين و الإمارات و أعتقد قطر أيضا...

نعم أطالب أن تمنح الخادمة و السائق أجازة أسبوعية و دوام محدد بساعات محدده في اليوم و ليس اليوم كاملا...من حق هذا الإنسان أن يتوفر له بعض الوقت ليرتاح فيه إلا لو تحدثنا عن حالات نادره جدا مثل وجود شخص معوق حركيا أو ذهنيا و يحتاح لرعايه مستمره.

سيدي الكريم، مقارنة المقال "لأم سعود و أبو سعود" مقارنة و مجحفه و ليس فيها من الحق شئ...مجتمعنا مجتمع إستهلاكي، مجتمع كسلان، مجتمع نايم، غير منتج إلا للشائعات و الكسل المركب (نطالب بتمديد الأجازات بعد أجازات العيد و الحج و العيد الوطني!!!) بينما "أم ديفيد و أم نيكولاس و أم ستيفن" تعمل مثل النحلة حوالي ثمان ساعات في اليوم و تستأجر خادمة أو تضع أبناءها في حضانه ثم تعود لتأخذهم...مدرساتنا تعمل حتى الظهيره ثم ترجع للبيت ثم ما تبقى من الوقت يمكنها توزيعه كيفما شاءت، لكن احنا تعودنا على الكسل، لازم بعد العمل ما نسوي شئ و الشغالة و السواق هي اللي ينكسر ظهرها. لا مانع من وجود الشغاله و السواق، لكن من قال أنه لازم يشتغلوا طول اليوم. في الغرب الرجل و المرأة أكثر إنشغالا منا في بلادنا و مع هذا يتدبرون أمرهم بمهاره و لديهم من الوقت ما يصرفوه على أولادهم و أنشطتهم و حتى هواياتهم فلا نحاول أن نغطي الشمس بغربال و ندعي زورا أننا "مشغولون" و أن لدينا "خصوصية" إنها خصوصية الفوصى و الكسل و الإستهلاك.

يجب أن نتحول من فكر الإستهلاك إلى طور الإنتاج و استغلال الوقت إذا أردنا أن نصبح في مصاف الدول المتقدمة...لسنا دولة متقدمة، لازلنا دولة نامية و من العالم الثالث و لكننا لدينا الكثير من المال. حالنا مثل حال اليتيم في حارة من الشواذ كل الدول تستغله. أين صناعتنا و انتاجنا، صفر ما عدا المراعي و نادك و بيض فقيه و لا ننسى أرمكو.

أرجو أن يكون كلامي خفيف الظل عليك.

تحيتي لك أخي العزيز