احساس العالم
طرحتم تساءل هنا نصه
ايعقل ان اخرج من ظلام الظلام الى نور النور ..؟؟!!
نعم يعقل وكيف لا ..
كل إنسان في هذه الحياة مبتلى ومعرض لدخول ظلام وظلام إلا من رحم الله
نعم يا سيدي معرض إلى هذا الوضع
والرجوع إلى النور واجب نسعى إليه وهناك طرق كثيرة قد أوضحها لنا سيد الأولين والآخرين
صلوات ربى وسلامه عليه محمد ابن عبدالله
تخيل أنك تسير في مكان مظلم ، مظلم جدا جدا
، بحيث أنك اذا رفعت يدك أمام وجهك لا تراها ، بل أشد ظلمة من هذا ،
تخيل أنك في أظلم نقطة في الأرض، أتعرف ماهي أظلم الأماكن على الكرة الأرضية ؟
إنها في قاع البحار والمحيطات، فالمحيطات تحوي في أعماقها جبال شاهقة
أعلى واضخم من الجبال التي نراها فوق الأرض،
الآن لنغوص إلى أعمق من ذلك في قاع المحيط،
وتخيل نفسك تسير وحدك في هذه الظلمات،
تمشي لا تعلم الاتجاهات الأربعة،
ولا تدري ما يحيط بك،
ولا تعلم أين ستقع قدمك في الخطوة القادمة،
فلا أنت ترى ما أمامك وما خلفك ولا ما على يمينك وشمالك،
قطعا ستشعر بالخوف والضياع،
وستجد نفسك في وحشة عظيمة،
فلا تفكر في الماء والطعام،
ولا تبحث عن أنيس يزيل وحشتك، بل إنك تتمنى أي مصدر للنور
هذه الصورة ليست من خيالي، بل هي صورة ربّانية رسمها الله تعالى لنا في
سورة النور (الآية 40):
(( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ))
فسبحان الله على هذه الظلمات ،
وسبحانه من لا نور إلا نوره،
ففي هذه الظلمات مصدر واحد للنور هو من الله تعالى،
فمن حبس عنه ربه نوره فما له من نور، ولماذا يجد العبد نفسه في هذه الظلمة ؟
ومن يا ترى يرزقه الله بنوره في وسط هذه الظلمات الدامسة المخيفة ؟
الإجابة في سوره طـه (الآية 124-126)
(( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ))
فالإنسان إن نسى صديقه وهجره لسنين طوال ينساه صديقه،
وإن لم يستعد للقاء ربه ونساه كان جزاءه النسيان،
أيعقل أن تهجر العبد ربه ويعرض عمدا عن ذكره وأوامر ونواهيه ويتوقع من ربه أن يذكره يوم القيامة؟
فمن أعرض عن ذكر الله تعالى، ومن أشغلته دنياه عن قراءة كتاب ربه،
ومن فتن بفتن الحياة الدنيا ونسي ربه ونسي أن يرفع يده إلى الله يرجو عفوه ومغفرته،
ومن أخذه هواه إلى التمتع بالحياة وفعل ما يشاء دون أن يتذكر أوامر ربه ونواهيه،
ومن طغى الشيطان على قلبه سيحشره الله يوم القيامة كالأعمى في هذه الظلمات،
فمن ينسى الله فربه ينساه من نوره يوم القيامة.
اللهم أنرنا بنورك يا رب العالمين، اللهم نور علينا قبورنا، اللهم نور علينا يوم اللقاء بك، اللهم ارحمنا برحمتك واغفر لنا وتقبل منا وثبتنا على الصراط يا أرحم الراحمين، اللهم نور قبور أمواتنا وأموات المسلمين واجعلها روضة من رياض الجنة، اللهم زدهم من نورك نورا، واحشرنا معهم في الفردوس الأعلى
|